الهياكل الوحشية، والمعروفة أيضاً باسم الأبراج الخرسانية الخام ، والتي كانت تعتبر من أسوأ المباني قديماً، أصبحت الآن محط أنظار جداً وفعالة بشكل مكثف، وباتت كغيرها من فلسفات جمالية وأنماط وحركات معمارية هي تعتمد على المستهلكين وسوق العرض والطلب، فنجد مواقع وحسابات اجتماعية مخصصة لتقدير جماليات هذه العمارة وتطالب بحفظها وصيانتها كونها تتعرض لهجمات شرسة في مدن مختلفة فتُهدم وتُستبدل بمجمعات تجارية أو أبراج زجاجية للمترفين والمقامرين بسوق العقار، ملوثين بذلك غاية وأساس هذه الحركة المعمارية التي قامت على فكرة تحسين حياة كافة أفراد المجتمع بدون استثناء وتقليل الكلفة المادية بعيداً عن الترف والكماليات فهي تعتمد على العملية وترتكز على محور الحماية وطول الأمد بعكس مايبنى فوق أطلالها اليوم.
ولكن كيف حصل ذلك؟

لمعرفة كيف ، دعنا أولاً نتعلم ماهو مسمى العمارة الوحشية.
الوحشية أو الجلفاء

الوحشية هي أسلوب يركز على المواد والقوام والبنية ، وينتج أشكالاً معبرة للغاية.

ظهر هذا المصطلح في عمل لو كوربوزييه مع Unité d'Habitation في مرسيليا في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي ، وقد استخدم المصطلح لأول مرة في عام 1953 من قبل أليسون سميثسون لمشروع غير مُنفذ لمنزل في كولفيل بليس في سوهو بإنجلترا كأول ممثل لـ "البرية الجديدة "من الخرسانة والطوب والخشب. ومع ذلك ، فإن من أسس الحركة هو مراجعة المؤرخ المعماري راينر بانهام عام 1955 لمدرسة أليسون وبيتر سميثسون في هونستانتون ، نورفولك ، لنهجها الذي لا هوادة فيه في عرض الهياكل والخدمات الفولاذية والطوب.
خصائص العمارة الوحشية

- الأسطح الخشنة

- أشكال ضخمة

- أشكال غير عادية

- التعبير عن الهياكل
يفضل أتباع هذا المذهب تشكيل الكتلة الأساسية للمبنى من عدة أحجام هندسية مترابطة مع بعضها بشكل متوازن، و متداخلة بشكل فني ملفت للنظر. أكثر ما يمكن تمييز هذه العمارة به هو إظهار مادة البناء الأساسية بشكل واضح و صريح، بالإضافة لتفضيل الأنظمة الانشائية التي تعتمد على الجدران الحمالة في تصاميمهم، والبحث عن حجوم و أشكال معمارية توحي بثقل وزن المبنى.

إحياء الوحشية في العمارة

في عالم العمارة ، الأمر كله يتعلق بإعادة تقدير الحياة البرية. كان الإحياء سريعاً نسبياً - حيث تأرجح العهد من الإدانة والدمار إلى الوثنية والتبجيل لعدة عقود.

في البداية، تمثّل هذا النمط بالمباني الحكومية والمساكن منخفضة الإيجار ومراكز التسوق لخلق هياكل وظيفية بتكلفة منخفضة، حتى أتى بعض المصممين في نهاية المطاف وغير الاستخدامات بطريق أخرى مثل مباني الكليات

على عكس ما قد تتخيله ، فإن الوحشية لا تأخذ اسمها من صلابتها العدوانية في المواجهة أو الافتقار إلى القلق الاعتذاري من أجل الراحة. لم يتم تسميته بهذا الاسم بسبب جلافته أو وحشيته الشرسة. المصطلح مأخوذ ببساطة من بيتون بروت ، وهو مصطلح فرنسي يعني "الخرسانة الخام".

كانت الحركة الوحشية شائعة من الخمسينيات إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضي وغالباً ما تم تكليفها مؤسسياً - فمعظم الهياكل الوحشية هي المدارس والكنائس والإسكان العام والمباني الحكومية.
في الثمانينيات ، عندما تحولت الاتجاهات المعمارية إلى أحياء مؤثر تماماً وعالم قديم ، كان المظهر الوحشي قاسياً ومجرّداً للغاية ، وسرعان ما أصبح الأسلوب غير مفضل.

فإذا تقدمت سريعاً لبضعة عقود ، فسيعود هذا الاسلوب ليصبح من الأساليب المرغوبة - أو ربما ملاذاً ملموساً يمكننا جميعاً اللجوء إليه.
يعتبر هذا الاسلوب كموسيقى تكنو للعمارة ، تتميز بأنها واضحة وخطيرة. فالمباني الوحشية مكلفة في الصيانة ويصعب هدمها. ولا يمكن إعادة تشكيلها أو تغييرها بسهولة ، لذا فهي تميل إلى البقاء بالطريقة التي قصدها المهندس المعماري.
ربما عادت الحركة إلى أسلوبها الصاخب لأن الاستمرارية جذابة بشكل خاص في عالمنا الفوضوي والمتشظي.

مثل النوايا النبيلة الأصلية للهياكل الحديثة ذات الميول اليسارية في منتصف القرن والتي تم تصميمها من أجل Everyman ولكنها تعمل الآن في كثير من الأحيان كرموز للوضع الفاخر والعمارة الوحشية - لا سيما المنازل القليلة التي يمكن للناس العيش فيها بالفعل والمباني التجارية المحولة ومثلما وصل أي نمط إلى أوج إعادة اكتشاف الشعبوية ، فهو أيضاً على وشك أن يمحى من قبل أولئك الذين لم يدركوا قيمته بعد.

ليس من المستغرب أن تكون هناك مناقشات محتدمة حول ما يصفه المصممون والمهندسون المعماريون بالوحشية بالضبط. فالفئة واسعة وغير محددة بشكل جيد.

كان تطبيق هذا الاسلوب خطوة معمارية جريئة ومثيرة ، وهناك عدد قليل جداً من الأماكن على الخريطة التي لا يوجد بها مثال وحشي أو اثنين. دعونا نحمي الكنوز ونساعد في حمايتها من أولئك العازمين على تدميرها جميعاً ، بدءاً من هذه الرموز:
1. بنك لندن وأمريكا الجنوبية

2. مركز باربيكان والعقارات

3. سبومينيك ميموريالز

4. مكتبة جيزل

5. كاتدرائية السيدة العذراء مريم العذراء

إذا كنت تفكر في إعادة تصميم منزلك وتجديده ، فاتصل بنا أو تفضل بزيارتنا في مكاتبنا لإعادة تعريف مشروع التصميم الداخلي والهندسة المعمارية الخاص بك.

نحن شركة تصميم داخلي من الدرجة الأولى في الإمارات العربية المتحدة ، فلا تتردد في الاتصال بنا.