هي مدرسة أنشأها الملك العادل نور الدين زنكي وتقع في المدينة القديمة في سوق الخياطين بدمشق حيث تم البدء بها عام 563 هجرى 1167 ميلادي، وتمثّل هذه المدرسة الفن السلجوقي الأصيل في العمارة الإسلامية في بلاد الشام.
حيث تأصّلت في عهد نور الدين المبتكرات الفنّية الشرقية التي أدخلها السلاجقة إلى سورية وامتزجت مع التقاليد الفنّية المحلية في عملية إحياء للفن الإسلامي لم تشهدها البلاد منذ عهد الأمويين.
فللمبنى بوابة عالية ذات مصراعين خشبيين وتعلو الباب كتابة من ستة اسطر بالخط النسخي وهى تنص على الوقف المحدد للمدرسة لتلامذة الإمام أبي حنيفة.
وصحن المدرسة مربع الشكل رصفت ارضه بالحجر المزي والبازلتي تتوسطه بحرة جميلة أما الحرم فهو مستطيل سقفه من الخشب وتعلو المدرسة مئذنة بسيطة وقصيرة وفيها ضريح فخم دفن فيها نور الدين ويغطى سطحه زخارف جصية جميلة وقبة متفرّدة الشكل يدخل في تكوينها المقرنصات الرائعة ذات الرأس الموشورى وتتألف القبة من تسلسل طبقات من الخلايا الفراغية يحيط بأسفلها قبة مربعة الشكل وتحيط بدائرة القبة ثلاث طبقات من المقرنصات ثم يلى ذلك قمرية لدخول النور والهواء ويلاحظ ان المقرنصات الممثلة في هذه القبة بشكليها الرئيسيين الاول عبارة عن ورقة مجوفة والثانى رأس هرمي.
يستعمل البناء حاليا كمسجد يعرف بمسجد النورية والذي تم ترميمه مؤخراً في الفترة الممتدة بين 2011 و 2014 لاستعادة أمجاده السابقة.
قال عنها الرحالة ابن جبير:
"من أحسن مدارس الدنيا مظهرًا مدرسة نور الدين رحمه الله، وهى قصر من القصور الأنيقة ينصب منه الماء من شاذوران وسط نهر عظيم ثم يمتد في ساقية مستطيلة إلى أن يقع في بحرة كبيرة وسط الدار فتحار الأبصار في حسن ذلك المنظر" |