للتصميم الداخلي فلسفة معينة في الكشف عن الشخصية والمساهمة في علاجها وسحب الطاقة السلبية منها نتاج الضغوطات التي يعانيها الكثيرون في حياتهم، أظهرت دراسات أن الإنسان يبحث من خلال الديكور تغيير نمط حياته للأفضل بما يلامس شعوره وإحساسه الداخلي، ودخول التكنولوجيا والأفكار الحديثة في المجتمع أدت إلى جملة من التغيرات الطفيفة والعميقة التي أحدثت انقلابات في التصميم الداخلي وفي الذوق العام للإنسان أيضاً.
سواء أكنت تدرك ذلك أم لا هناك أسلوب مفضل للتصميم الداخلي لكل شخص كما هو الحال في الملابس، لون مفضل أو نوع قماش أو مظهر معين، أيضاً في الديكور يفضل الشخص نمطاً عن باقي الأنماط لسبب يعرفه أو يجهله حتى! الموديرن مثلاً أو الكلاسيكي أو الريفي وغيرهم..
اليوم هناك طرز مميزة ومفضلة من قبل الجميع وتعد الأكثر شعبية اليوم، وذلك لأنها تتطلب أثاثاً أقل أي أنها تساعد في حالة المنازل الضيقة والصغيرة التي نعيش فيها هذه الأيام، مع أن بعضهم يعتبرها باردة وغير مريحة. الطرز الثلاثة هي:
1. الطراز المعاصر:
يشمل خطوطاً نظيفة وأشكالاً هندسية مع القليل من الزخارف، التأكيد على أهمية الفراغ الداخلي، الأثاث أقل، منجّداً بطريقة صلبة لتتوازن مع الأقمشة المنسوجة بألوان محايدة
2. الطراز الحديث:
ظهر هذا الطراز من حركة باوهاوس وهي مدرسة معمارية تأسست في ألمانيا، أحد أهم أفكارها أن الشكل يتبع الوظيفة، هذا الطراز ذو خطوط نظيفة وبسيطة وهي السمة التي تميزه عن غيره، الألوان محايدة أبيض وأسود، هناك القليل من الاكسسوارات المضافة بشكل بسيط.
3. التبسيطية:
هذا الطراز يستخدم الضوء الطبيعي لإنارة الفراغات، الألوان الباردة من أبيض وأزرق هي الألوان التي تميزه، الإضاءة هي العنصر الأساسي فهو يركز على ذلك مع الحد الأدنى من الأثاث المستخدم في الفراغ، مثلاً الخزائن الضرورية في الغرفة سيتم إخفاؤها في الجدران وإخفاء العناصر الوظيفية الأخرى قدر الإمكان.
في التصميم الداخلي مستقبلاً يتوقع الخبراء أن يتحول نحو التصميم الانتقالي، الطراز هو محطة بين التقليدي والمعاصر، مع التركيز على إدخال المعادن والمزيد من التركيز على استخدام جميع التقنيات لتحويل المنزل إلى منزل صحي بمساعدة أجهزة تنقية الهواء والقضاء على التلوث.
يسميها الخبراء الثمانية العظيمة، وهي ثمانية نقاط سوف يتميز بها التصميم الداخلي في المستقبل:
i. نحو منزل صحي:
هذا الاتجاه هو الأحدث والأهم في تصميم المنزل داخلياً وحتى خارجياً، المنازل الصحية لها أهمية كبيرة في تغيير الناس وحياتهم نحو الأفضل وتحسين بيئاتهم، سواء في التشطيبات النهائية أو في استخدامات الخشب المعالج أو تركيب أنظمة تنقية الهواء، سيصبح المرحاض الذي يعمل بدون لمس وغيره من التقنيات الحديثة التي تسهل حياة أكثر نظافة وصحية متوفرة في جميع المنازل.
ii. زيادة وسائل الراحة في المنزل:
بعض وسائل الراحة لا يمكن أن تختفي من التصميم الداخلي وتتطور مع التطورات التكنولوجية على مر السنين، مثلاً الأرضيات الساخنة والرفوف الساخنة لتنشيف المناشف والفوط، وغيرها من وسائل الرفاهية التي ستزداد في المنازل مع مرور الأيام والسنين.
iii. الحفاظ على الطاقة:
الاستدامة هي الاتجاه الأهم في نهضة العمارة والديكور الداخلي، المنازل الصحية الموفرة للطاقة تنتشر بسبب مشاكل الاحتباس الحراري وانخفاض احتياطي الوقود في العالم ستصبح جميع المنازل تعمل على توفير الطاقة والخطوة الأحدث هي تجديدها عبر استغلال نور الشمس والرياح والحركة وغيرها من الطاقات المتجددة، أيضاً إعادة تدوير بعض المنتجات التي تقبل إعادة التدوير مثل الخشب والورق.
iv. الألوان:
لا يفضل الخبراء اختيار لون واحد يكون مفضلاً في المستقبل، ولكن نصيحة سريعة لمعرفة لون كل موسم وكل سنة هي الذهاب إلى متاجر بيع المناشف وأغطية الأسرة ستكتشف هناك لون الموسم بسرعة وسهولة ودقة أكثر من ذهابك إلى متجر لبيع الدهانات..
يبقى أن نشير إلى أن التكنولوجيا ستحتل مكانة كبيرة في منازل المستقبل وستسيطر على الديكور الداخلي بجميع ما فيه من إنارة وغيرها من الوظائف الأخرى، لقد تدخلت بشكل كبير في التصميم الداخلي لبعض المنازل هذه الأيام لكن انتشارها سيزداد بمرور السنين لتدخل جميع المنازل.