لمحة تاريخية:
تم تصميم قصر غارنييه ضمن حملة الإعمار الضخمة التي نشطت في باريس خلال الإمبراطورية الثانية التي وضع أسسها الإمبراطور نابليون الثالث، والذي اختار البارون هوسمان للإشراف على عملية البناء.
تقول الأسطورة أن زوجة الإمبراطور، الإمبراطورة أوجيني، قامت بسؤال غارنييه خلال عملية البناء فيما اذا كان سيتم تصميم المبنى على النمط اليوناني أو الروماني، فأجابها قائلاً: "سيتم تصميمه على نمط نابليون الثالث، سيدتي!"
نمط التصميم:
قصر غارنييه هو مسرح ذو حالة استثنائية من الثراء والفخامة، ويتسع لحوالي 2200 شخص من المشاهدين تحت ظل ثريا مركزية ضخمة تزن أكثر من ستة أطنان، وتتسع منصة المسرح لاستيعاب 450 فنان.
تم تصميمه على نمط “Beaux-Art” وهو ما يعبر عنه مصطلح الفنون الجميلة والذي كان سائداً في تلك الحقبة الامبراطورية، مع الاستعانة بمفهوم التماثل المحوري في المخططات، و العناية بالزخرفة في التصميم الخارجي.
من أهم معالم التصميم للقصر الزخرفة الثرية على الأفاريز الرخامية متعددة الألوان، والأعمدة، واللوحات السقفية المزدانة بصور الأساطير اليونانية. أما في المسرح فهناك بين أعمدة الواجهة الأمامية نصبت تماثيل برونزية للعديد من الملحنين العظام كموزارت وروسيني ودانييل أوبر وبيتهوفن والعديد الآخرين، كان تصميم سقف المسرح من عمل إيمي ميليه، وكان تصميم الأعمال المطلية بالذهب بتوقيع تشارلز غومري، أما التمثالين الممثلين للأحصنة المجنحة في طرفي المسرح فكانا من توقيع يوجين لويس ليكسن.
تتضمن الواجهة مجموعة من المنحوتات المهمة بتوقيع فرانسوا جوفري، وجان باتيست كلود أوجين غيوم وجان باتيست كاربو وجان جوسيف بييرود وغيرها من الأعمال من قبل غوميري، الكسندر فالغوير وغيرهم.
يحتوي التصميم الداخلي للقصر على ممرات واسعة وسلالم وقاعات كبيرة لتسهيل حركة مرور مجموعة كبيرة من المشاهدين وتفيد أيضاً في التعارف والأحاديث المتبادلة في استراحة ما بين العرضين.
بغنى النسيج المخملي وبريق طلاء الذهب والمنحوتات التمثيلية اتسم بها ديكور القصر مكسباً إياه سمة الباروك الفخامة ومن ثم رسمت على منطقة السقف التي تحيط الثريا لوحة جديدة خلال عام 1964 من قبل مارك شاجال وكانت هذه اللوحة مثيرة للجدل حيث أن الكثيرين شعروا بتضارب عمل شاغال مع الأسلوب المتبع في بقية المسرح.
المصدر:https://www.saylor.org/site/wp-content/uploads/2011/06/Palais-Garnier.pdf